{حُنَفَاءَ لِلَّهِ} مخلصين له، {غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} قال قتادة: كانوا في الشرك يحجون، ويحرمون البنات والأمهات والأخوات، وكانوا يسمون حنفاء، فنزلت: {حنفاء لله غير مشركين به} أي: حجاجا لله مسلمين موحدين، يعني: من أشرك لا يكون حنيفا.{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ} أي: سقط، {مِنَ السَّمَاءِ} إلى الأرض، {فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} أي: تستلبه الطير وتذهب به، والخطف والاختطاف: تناول الشيء بسرعة. وقرأ أهل المدينة: فتخطفه بفتح الخاء وتشديد الطاء، أي: يتخطفه، {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ} أي: تميل وتذهب به، {فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} أي: بعيد، معناه: بعد من أشرك من الحق كبعد من سقط من السماء فذهبت به الطير، أو هوت به الريح، فلا يصل إليه بحال. وقيل: شبه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلة حتى يقع بحيث تسقطه الريح، فهو هالك لا محالة إما باستلاب الطير لحمه وإما بسقوطه إلى المكان السحيق، وقال الحسن: شبه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل فلا يقدرون على شيء منها.